( أخلاق ) : ذنوب الخلوات ... ما تفعله سراً من ذنوب

الخلوات .. وعقد التزامك المنفرط ..
أما ذنوب الخلوات ..
فقلة حياء من الرب .. امتلأ بها القلب ..
 حتى فاضت على الجوارح.
الخلوة هي المرآة الحقيقة لك .. هذا أنت .. بلا رتوش أو تجمل ..
 هذا هو حالك مع ربك .. وهذا ما في قلبك له.
أكتر مشكلة تؤرق المسلم .. هي حاله في الخلوة .. ووقوعه في الذنب .. ثم تكراره .. ثم ادمانه .. ثم يصل إلى مرحلة العدم .. عبادات لا روح فيها .. قلب فارغ .. صدفة من برة شكلها جميل لكن فاضية من جوة ..
لو جيت تبص على السبب اللي بيسهل وقوعك في الذنب .. هتلاقي أنك لاتراعي نظر الله إليك ..
ضعف مراقبتك لربك .. وعدم استشعار معيته ..
هترجع ورا خطوة السبب ده جه منين ؟
 هتلاقي صلواتك كوبي وباست .. قص ولصق .. مجرد اسقاط للفرض الواجب عليك .. تصلي بلا قلب .. تسجيل بيكرر نفسه خمس مرات في اليوم ..
طيب ايه السبب ..
هترجع ورا خطوة ..
 هتلاقي انك مقصر حتى في اوقات الصلاة ومش منتظم فيها .. بتصلي الصبح بعد الشروق أو قبله بخمس دقايق .. الضهر قبل العصر والمغرب قبل العشا ب10 دقايق
هتلاقي انك مقصر في النوافل .. مقصر في الأوراد والأذكار ..
مقصر في طلب العلم الشرعي ..
وهنا جزء من الحل ..
لو يومك ماشي مضبوط ..
 بتصلي الفرض في وقت الفرض .. بتحافظ على النوافل .. لك حظ من قيام الليل .. أورداك وأذكارك في وقتها ... وفي وقت فراغك بتقرأ وتتعلم عن دينك ..
هتلاقي وقت تعصي امتى ؟
الفراغ مفسدة .. أيما مفسدة ..
 ثم .. الجانب الآخر .. المراقبة واستشعار معية الله ..
كتب أحد السياح في مذكراته فقال: بعد الوصول إلى الهند ذهبت إلى القصاب لشراء اللحم، وكان كلما أراد أن يزن اللحم لأحد فتح كيساً عنده ونظر فيه، ثم وزن اللحم وباعه للزبون، فلما جاء دوري فعل كما فعل مع من قبلي ..
فسألته: لماذا تنظر في الكيس قبل أن تزن لكل زبون؟
قال: إنني أنظر إلى ربي الموجود في الكيس.
لأن هذا الهندي وثني يعبد الأصنام، فربه المزعوم معه في الكيس ..
قال: أنا أنظر في الكيس حتى لا أنسى ربي، وأغش في الميزان.
 أيكون هذا لصنمه .. أتقى منك لربك ؟
المراقبة تنمو مع عبادتك .. استشعر سمع الله لك وأنت تقرأ وردك ..
استشعر نظر الله إليك .. وأنت تصلي فرضك ونفلك ..
لو أنك تذهب إلى ربك في كل ركعة بقلبك .. كيف يكون حال قلبك ؟
استشعر معيته معك في خلوتك .. أنت تعلم أنه يراك .. وتؤمن أنه قادر عليك ..
"إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ"
ولكن إن وجدت شهوتك للذنب أقوى ..
قم توضأ وصلي .. افتح مصحفك .. اترك خلوتك .. اخرج .. غير مكانك ..
وإذا رأى الله منك صدقا عصمك من هذا الذنب ..
لو فيه طفل عنده 55 سنين جنبك .. مش هتعمل الذنب .. لو فيه حد غريب جنبك مش هتعمل الذنب ..
لا تجعل الله أهون الناظرين إليك ..
"يسْتخْفُون مِن النّاسِ ولا يسْتخْفُون مِن اللّهِ وهُو معهُمْ "
تخيل أنك تموت على هذا الذنب .. كيف تكون فضيحة الدنيا ؟! ..
 يقول ابن رجب الحنبلي عليه رحمة الله : خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس.
 تبعث إلى ربك على ذنب!! ..
 وترى الناس حولك من يبعث ساجدا .. ومن يبعث ملبيا .. ومن يفوح من دمه ريح المسك .. وأنت تسير بذنبك ذليلا وسطهم ..
فضيحة على رؤوس الأشهاد .. اللهم عافنا ..
 أي خسارة وأي غبن لأنك أطعت شيطانك واستسلمت لشهوتك .. وعصيت ربك ؟
يقول ابن القيم : كيف يكون عاقلا من باع الجنة وما فيها .. بشهوة ساعة؟
ثم اقرأ واحذر أن تكون من هؤلاء ..
 عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنّهُ قال : (لأعْلمنّ أقْوامًا مِنْ أُمّتِي يأْتُون يوْم الْقِيامةِ بِحسناتٍ أمْثالِ جِبالِ تِهامة بِيضًا فيجْعلُها اللّهُ عزّ وجلّ هباءً منْثُورًا)
قال ثوْبانُ : يا رسُول اللّهِ صِفْهُمْ لنا ، جلِّهِمْ لنا أنْ لا نكُون مِنْهُمْ ونحْنُ لا نعْلمُ ،
 قال : (أما إِنّهُمْ إِخْوانُكُمْ ومِنْ جِلْدتِكُمْ ويأْخُذُون مِن اللّيْلِ كما تأْخُذُون ولكِنّهُمْ أقْوامٌ إِذا خلوْا بِمحارِمِ اللّهِ انْتهكُوها)
 سيئاتك في الخلا تنسف حسناتك في الملا ..
قال ابن الأعرابي: "أخسر الخاسرين من أبدى لِلنَّاسِ صَالِح أعماله، وبارز بالقبيح من هُوَ أقرب إِلَيْهِ من حبل الوريد".
والأصل .. أن ترتمي على باب ربك .. فثم النجاة .. اذهب بقلبك إليه .. سله هداية وتوفيقا وتوبة ترضيه .. سله أن يطهر قلبك من الذنوب ..
 ستتوب .. وتجاهد .. تغلبك نفسك مرة وتغلبها مرات .. إياك أن تقنط .. او تيأس .. كلما أذنب تب .. وجدد النية والعزم .. الله يفرح بتوبتك ..
 استسلامك للذنب يعني أن قلبك صار ملعبا للشيطان .. وغاية ما يريده .. أن يوصلك إلى اليأس من رحمة ربك ..
 مادامت في القلب حياة .. فتب .. وإياك ان تيأس .. فإنك إن يأست هلكت.

تعليقات